وسط تخوّفات من زيادة الاحتقان في جزيرة سترة
« فاطمة سترة» لاتزال في غيبوبتها لليوم الرابع
انقضى اليوم تلو الآخر وها هي «فاطمة سترة» تدخل اليوم ( الإثنين) يومها الرابع في غيبوبتها ليمدد جسدها على أحد أسرّة غرفة الإنعاش في مجمّع السلمانية الطبي على مرأى من والديها اللذين وقفا حائرينٍ بين حال طفلتهما التي لم تتجاوز ربيعها التاسع غائبة عن الوعي لليوم الرابع إثر استنشاقها غازاً مسيلا للدموع في مسيرة غير مرخّصة بجزيرة سترة يوم الجمعة الماضي، وبين تطمينات الأطباء بأنّ الأيام المقبلة كفيلة لتماثلها للشفاء، وروى على عجالة والدها بعض لحظاته أمام ابنته لـ « الوسط» يوم أمس ( الأحد) بتنهيدة تضمنت مطالبة وزارة الصحة باستخراج تقرير يوضّح حالتها تمهيداً لإرساله لبعض المستشفيات في الخارج رافضاً رهان الأطباء في شفائها على الأيام المقبلة ومطالباً بمحاسبة الجهات المسئولة في ما آل له حال ابنته وعلى رأسهم وزارة الداخلية. وبحسرة ذكر بانّ الأطباء وصفوا حالتها بالمستقرة وأنّ الأيام كفيلة لتماثلها للشفاء بالتدريج وأنّ لا حاجة لسفرها للخارج، مستدركاً ذلك بقوله: « لا أرى تحسناً في حالتها ما زالت جثة هامدة وأخشى أنْ يكون الوقت في غير صالحها».
وعلى صعيد متصل، زار وزير الصحة فيصل الحمر يوم أمس الطفلة فاطمة فضلاً عن وفد من جمعية الوفاق، في الوقت الذي أبدى النائب الوفاقي سيّد حيدر الستري خلال وجوده في المستشفى تخوّفاً من مغبّة زيادة الاحتقان في جزيرة سترة إثر حادثة فاطمة، لافتاً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمحاسبة المسئولين لدرء أيّ احتقان في المنطقة فضلاً عن حفظ حق طفلة لا ذنبَ لها في مواجهة العنف بالعنف.
وشدد الستري على رفضه لطريقة تعامل وزارة الداخلية مع الحدث والذي دفعت ثمنه الطفلة فاطمة غالياً وذويها، مطالباً وزير الصحة بأخذ خطوة لاحتواء هذه الأزمة والحفاظ على سلامة الطفلة بالتعجيل في إصدار تقرير يوضّح حالتها وإرسالها للخارج لتلقي العلاج.
خنق أحياء سترة بمسيلات الدموع
وفي سياق ذي صلة، نقلت يوم الجمعة إلى المستشفى خمس حالات اختناق لسيدات حوامل إحداهنّ أخت العضو البلدي في المنطقة الوسطى صادق ربيع، والذي لفت إلى تخوف الأطباء من خسران أخته جنينها نتيجة تنفسها للغازل المسيل للدموع والذي لم يفرق بين النساء والأطفال في جزيرة سترة بأكملها بصرف النظر عن وجود متظاهرين أم لا، مستغربا خنق « أحياء» سترة بمسيلات الدموع.
ووصف ربيع الوضع غير الديمقراطي ولا يتناسب مع مشروع جلالة ملك البلاد الإصلاحي وأن القانون لا يطبّق بهذه الآلية القمعية على حد وصفه، لافتا إلى أنّ الدول الديمقراطية تحمي المسيرات المرخصة في حين لا تتحمّل مسئولية المسيرات غير المرخصة كما ولا تقوم برشهم بمسيلات الدموع وإنما بالماء لتفريقهم كونهم أبناء الوطن من جهة وللحفاظ على أرواح الأبرياء من جهة أخرى.
وذكر بأن من تم اعتقالهم من الأحداث، مستنكراً استمرار إطلاق مسيلات الدموع رغم انتهاء المسيرة بثلاث ساعات واعتبر تطمينات وزارة الصحة باستقرار حالة فاطمة من باب التهدئة ورأى ضرورة إرسالها للخارج للحفاظ على صحتها من التدهور الذي لن يبعد عن مسئولية وزارة الداخلية.
****
أبدى قلقه لوضع الطفلة «فاطمة»... النائب جلال فيروز:
حذرنا مراراً من الاستخدام المُفرط للمطاطي ومسيل الدموع
الوسط - محرر الشئون المحلية
استنكر النائب جلال فيروز استخدام قوات الأمن للرصاص المطاطي ومسيلات الدموع بكثافة مما يؤدّي إلى إصابة عدد من المواطنين الأبرياء « حذرنا مراراً من احتمالية وقوع نفوس بريئة ضحية لعدم انضباط رجال الأمن واستخدامهم المُفرط للقوّة من خلال إطلاق الغازات والرصاص المطاطي بكثافة».
وأبدا فيروز قلقه على حالة الطفلة فاطمة وقال: «لقد وقعت مرة أخرى حادثة أليمة قد تؤدّي إلى حياة مواطن نتيجة للاستخدام المكثف لغاز المسيل للدموع، فالطفلة «فاطمة» لم تجرم أيّ جريمة، وفد كانت متوجّهة مع خالتها لشراء العشاء إلاّ أنها تعرضت لاستنشاق كثيف للغازات المسيلة للدموع التي أطلقتها قوات مكافحة الشغب بكثافة شديدة وفي منطقة سكنية وقد أدخلت هذه الطفلة للعناية القصوى ولا تزال في غيبوبة ويخشى الأطباء على حياتها «. وأكّد فيروز أنّ هذه الحالة الثالثة التي تُصاب خلال الأيام القليلة الماضية «تعتبر فاطمة الحادثة الثالثة خلال ثلاثة أيام بعد حادثة المرأة التي أصيبت بوجهها بعيار مطاطي والشاب حارس مدرسة السنابس التي كُسِرت قدُمه نتيجة لإطلاق رصاص مطاطي على داخل المدرسة» وتساءل « فمَنْ يا ترى يتحمّل مسئولية ذلك»؟! والى متى يظل كبار المسئولين في الدولة صامتين عن اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال هذا التعدّي على أرواح الناس الأبرياء».
وقال فيروز إنّ هذه الحوادث التي ترتكب من قبل قوات الأمن تساهم في تردي حقوق الإنسان في البحرين « أنّ هذه الحوادث تضرّ كثيراً بسمعة البحرين الحقوقية ولاسيما إنّ المنظمات الدولية لحقوق الإنسان فاتحة أعينها هذه الأيام بالذات على المملكة. وقد سبق أنْ تلقينا وعوداً من قبل كبار المسئولين بأنهم سيفتحون تحقيقاً من أجل الحد من هذا الاستخدام المكثف للمسيلات الدموع إلا أننا حتى هذا لم نجد إلا المزيد من العشوائية في استخدام وسائل قمع المسيرات بحيث توجّه الى داخل البيوت والمدارس و تسبب في حوادث قد تكون بعضها مميتة، لذلك يبدو أنّ المناشدات والتصريحات لا تجدي نفعاً وحقيقة أنّ المرء يَستغرب من هذا الجمود من قبل المسئولين.
وعلى الصعيد نفسه، تعقد جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مؤتمرا صحافيا اليوم الإثنين تتطرق فيه إلى موضوع الاستخدام المُفرط للقوّة من قبل رجال الأمن، كما سيتضمن المؤتمر موضوع استجواب عطيه الله.
الله يقوومها بالسلامة يا رب
ادعوو ليها
تحياتي
بحرانية
موضوع: وسط تخوّفات من زيادة الاحتقان في جزيرة سترة 
الثلاثاء مارس 04, 2008 9:16 am
