وصل منتخبا العراق وإيران إلى الدور النهائي لبطولة اتحاد غرب آسيا الرابعة لكرة القدم، التي تستضيفها الأردن، وذلك إثر فوز الأول على سوريا 3-صفر، والثاني على الأردن بهدف مقابل لاشيء في الدور نصف النهائي للبطولة الجمعة، وبذلك يلتقي الفائزان يوم الأحد المقبل.
في المباراة الأولى، التي أقيمت على إستاد عمان الدولي، استعاد المنتخب العراقي بريقه وسمعته بفوز كبير على سوريا بثلاثية، عن طريق اللاعب يونس محمود في الدقيقة (8 من ركلة جزاء) وأحمد مناجد (43) وصالح سدير (85).
وقدم المنتخب العراقي أفضل عروضه في هذه الدورة بعد مستوى أكثر من عادي في مباراتيه الأوليين ضد إيران وفلسطين، وبدا واضحاً أن أداءه تطور من مباراة إلى أخرى، بينما فشل المنتخب السوري في تكرار عرضيه القويين في مواجهة الأردن ولبنان، وتأخر في دخول أجواء المباراة بعد تخلفه بهدفين في الشوط الأول.
وكان بمقدور المنتخب العراقي أن ينهي المباراة في مصلحته في الدقائق الـ45 الأولى لكنه أضاع كماً هائلاً من الفرص، كما أنه لم يبذل جهداً كبيراً في الشوط الثاني، ونجح في إبعاد المحاولات السورية الواحدة تلو الأخرى ليصل بالمباراة إلى بر الأمان.
وخاض المنتخب العراقي المباراة في غياب أربعة لاعبين أساسيين في صفوفه هم جاسم غلام ومحمد شكرون بداعي الإيقاف وهوار ملا محمد وعلي حسين رحيمة للإصابة، في حين خاض المنتخب السوري المباراة بصفوف كاملة، وعاد إلى التشكيلة الأساسية مهاجمه زياد شعبو بعد أن غاب عن المباراة الثانية بداعي الإصابة، وذلك على حساب رجا رافع.
وبدأ المنتخب السوري المباراة ضاغطاً ما أجبر نظيره العراقي إلى التراجع واحتسبت للأول ركلات ركنية متكررة كاد خالد البابا يفتتح التسجيل من إحداها عندما وصلته الكرة أمام باب المرمى لكنه سدد فوق العارضة (5).
ومن أول هجمة، حصل المنتخب العراقي على ركلة جزاء إثر لمسة يد واضحة داخل المنطقة من عاطف جنيات عندما حاول مهدي كريم تمرير الكرة من فوقه فلم يتردد الحكم في الإشارة إلى نقطة الجزاء وانبرى لها يونس محمود خادعاً الحارس السوري مصعب بلحوس الذي تلقت شباكه أول هدف في هذه البطولة (8).
وأعطى الهدف جرعة معنوية هائلة للعراقيين فسيطروا على منطقة المناورة بفضل تألق صانع الألعاب نشأت أكرم وتحركات يونس محمود التي أقلقت الدفاع السوري.
وتصدى الحارس السوري لمحاولة رائعة من أحمد مناجد كادت تؤدي إلى الهدف الثاني (22)، ثم تسديدة زاحفة من نشأت أكرم مرت إلى جانب القائم الأيمن (28)، ومرر اللاعب نفسه كرة أمامية باتجاه محمود لكن الحارس السوري كان الأسرع إليها (36).
ونجح المنتخب العراقي في إضافة الهدف الثاني بعد لعبة ثلاثية مشتركة رائعة على مشارف منطقة الجزاء بدأها أكرم إلى محمود ومنه إلى مناجد الذي تابعها بحرفنة في الزاوية البعيدة لمرمى بلحوس (43).
وكاد مناجد يسقط سوريا بالضربة القاضية عندما انفرد بالحارس بمراقبة احد المدافعين لكنه تأخر في التسديد فطالت منه الكرة (45)، ثم ارتدت تسديدة أكرم من القائم الأيمن للمرمى السوري في الوقت بدل الضائع.
الشوط الثاني
وفي مطلع الشوط الثاني، حاول المنتخب السوري تقليص الفارق وضغط على المرمى العراقي وأنقذ حارس الأخير نور صبري مرماه من هدف أكيد عندما تصدى لكرة من ركلة حرة مباشرة في اللحظة الأخيرة، وأبعدها إلى ركنية (51)، ثم كانت محاولات عشوائية لكل من ماهر السيد وزياد شعبو.
وارتكب مدافع العراق جاسم حاجي خطأ فادحاً عندما فشل في تشتيت إحدى الكرات السهلة لينفرد جهاد الحسين بالحارس العراقي الذي تصدى لمحاولته بكلتا رجليه منقذاً مرماه من هدف أكيد (58).
وتطاول خالد البابا لكرة برأسه مرت بجانب القائم الأيمن لمرمى نور صبري (70)، ولعب الحارس السوري دور الظهير القشاش عندما خرج بعيداً عن مرماه ليبعد كرة أمامية، وحرم محمود من الوصول إليها (72).
وفي غمرة المحاولات السورية، نجح الاحتياطي صالح سدير بعد لحظات من نزوله في إضافة الهدف الثالث من هجمة مرتدة فسدد الكرة بعيداً عن متناول الحارس بلحوس (85).
إيران تطيح بأصحاب الأرض
وفي المباراة الثانية، تمكن المنتخب الإيراني من الإطاحة بأصحاب الأرض في المباراة التي أقيمت على إستاد عمان، ضمن مباريات دور الأربعة من البطولة.
بدا الفريق الإيراني اللقاء بضغط هجومي عن طريق هاشم بيك زاده وغلام عباس، ونجح مهدي رجب زادة، بتحركاته الهجومية في عمق دفاع الأردن من زيادة الفاعلية الهجومية للإيرانيين.
وفي المقابل، لم يظهر الأردن بفاعلية هجومية واضحة، ولم يتمكن خالد سعد من الانطلاق بحرية على الجانب الأيسر بسبب الرقابة الدفاعية المحكمة من الدفاع الإيراني عليه.
وافتقر الأردن للزيادة العددية في الثلث الأخير من الملعب، فيما شكلت هجمات إيران المرتدة خطورة كبيرة على مرمى الأردن، ومن إحداها أرسل هاشم زاد كرة عرضية لزميله مهدي رجب الذي تخلص بمهارة من بشار بني ياسين ومحمد خميس، ووضعها على يسار عامر شفيع، محرزاً هدف فريقه في الدقيقة (33).
وكاد عوض راغب أن ييدرك التعادل للأردن في نهاية الشوط الأول، لكنه لم يستغل انفراده بالمرمى الإيراني.
اندفاع هجومي
وفي الشوط الثاني، بسط المنتخب الإيراني سيطرته على الدقائق الأولى وسدد هاشم بيك زادة كرة قوية ارتطمت بالعارضة (48)، وكاد الإيراني يعزز تقدمه لولا يقظة الحارس عامر شفيع الذي أنقذ كرة خطرة من أمام المهاجم مهدي رجب (53)، ومرت كرة فيصل إبراهيم أمام المرمى الإيراني دون متابعة (59).
ومع محاولات المنتخب الأردني لإدراك التعادل والضغط على المنتخب الإيراني الذي أصبح يعتمد على الهجمات المرتدة، سدد هاشم بيك زادة كرة علت عارضة المنتخب الأردني (63)، اعتمد بعدها الأردنيون على التسديد من بعيد فكانت كرة خالد سعد القوية فوق العارضة (70)، وأعلن البديل محمود شلباية عن حضوره بتسديدة قوية من خارج المنطقة حادت عن القائم بقليل (75).
وكاد الضغط الأردني يثمر هدف التعادل لولا أن كرة حسونة الشيخ ارتدت من العارضة بعد تدخل الحارس الإيراني ليتابعها عدي الصيفي رأسية فوق العارضة لتضيع أغلى فرصة أردنية (88).
وكان المنتخبان العراقي والإيراني تعادلا سلباً في مباراة الافتتاح ضمن منافسات المجموعة الثانية، وهما يتأهبان لخوض غمار نهائيات كأس آسيا 2007 في ماليزيا واندونيسيا وتايلاند وفيتنام من 7 إلى 29 تموز/يوليو حيث يلعب الأول مع عمان وأستراليا وتايلاند، والثاني مع الصين وأوزبكستان وماليزيا، في حين تقاسم المنتخبان الأردني والسوري المركز الثالث.
الجدير بالذكر، أن إيران والعراق احتكرا الألقاب الثلاثة الأولى، ففازت إيران في النسختين الأولى والثالثة عامي 2000 و2004 في عمان وطهران بعد فوزها في المرتين على حساب سوريا، فيما حمل العراق كأس النسخة الثانية بدمشق عام 2002 بعد فوزه على الأردن.