الإقناع ..سحر!

لا يكاد يخلو مجتمع بشري، في عالمنا المعاصر، من تيارات فكرية مختلفة . فقد شاء الله أن يخلق الناس مختلفين بطبيعتهم.. وغني عن القول أن أصحاب الفكر في كل مكان هم قلة من الناس ولكن نجاح الأفكار يعتمد على قدرة أصحاب الأفكار هؤلاء على إقناع الناس بها وحثهم على العمل على تطبيقها ونشرها.

جعل من حولك من الناس يتقبل منك أمراً ما أو فكر معين أو يتقبلك أنت كشخص ليس بالأمر الهين ولا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها أو بمنتهى البساطة.
إلا أن تكون ساحرا أو أن يكون الله قد زودك بقدرة فائقة على الإقناع لم يسبقك إليها أحدولكن ليس معنى ذلك أن القدرة على الإقناع شي مستحيل. ... فمن الممكن أن يتحلى الشخص ببعض الصفات ويستخدم بعض الادوات لكي يصبح لرأيه أهمية لمن حوله وليكسب أسلوبه طابعا مميزاً وجذاب




1-اصلح ذاتك أولا

فلا تنهى عن خلق وتأت بمثله ..فلا تأمر أولادك بالصلاة في المسجد ..وأنت تؤدي معظم الفروض في البيت.... ولا تنهى من هم حولك من الناس عن الغيبة وأنت تجعل من أعراض الناس فاكهة في المجالس
كن قدوة ليتقبل منك الآخرين أفكارك
لتجعل التغيير نابع منك ...أنت أولاً.

2- حاول أن تجعل لسانك حلوووو دائماً
فليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش البذيء ......والكلمة الطيبة سحر
عوِّد لسانك على الدعاء لمن يغضبك كقولك (الله يهديك .....الله يسامحك )
وعلى الكلام الجميل والثناء على أي نتيجة أو استجابة حتى ولو كانت بسيطة ...جرب ذلك ولو ليوم واحد .......وانتظر النتيجة.





3- لا تصعر خدك..
الم تسأل نفسك لماذا يكرر الله في كتابه دائما باننا مخلوقين من تراب
حتى يذكر كل متكبر بأنه مخلوق مما يداس بالاقدام ... فعلاما يتكبر واصله مهان
والله الذي اكرمه؟...


مهما كانت مكانتك الإجتماعية عااااااالية فأنت تبقى إنسااااااااان مخلوق من طين.
مخلوق ضعيف تحتاج لغيرك دائماً. تأمل هذه المقولة:
(من العظماء من يشعر المرء بحضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يُشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء)
فتنازل وانزل من برجك العالي وعش على أرض الواقع
فالنظرة من الأعلى دائما ما تكون غير واضحة.




4- ما عليك إلا البلاغ
تذكر أنك لست المصلح لهذا الكون وأنه ليس على الجميع إتباعك
عليك أن توصل الرسالة فقط ولست مسئول عن التغيير والنتائج فقد ترى النتيجة بعد لحظات أو ساعات أو شهور أو أكثر وإن فعلت عكس ذلك فربما تخسر كل شيء.



5-قوي علاقاتك الإنسانية مع من حولك
إذا أردت إقناع من حولك فعليك أن تحدث جواً من الانسجام وذلك بفهم شخصياتهم ...أفكارهم.... أرائهم.... ما يجذبهم وما ينفرهم .....تعايش مع همومهم ..احتفظ بأسرارهم ..اهتم لشؤونهم .........حتى تكون قريب منهم



6-تعلم متى تتكلم !
إذا كان الكلام من ذهب فالسكوت من فضة ....و أنا أقول أن كلاهما أثمن من الذهب إذا عرفنا متى نستخدم كل منهما بحكمة.
فإذا أردت أن يعجب من هو أمامك بتفكيرك فالبالتالي يتقبله ويحبه ....فعليك أن تراعي التوقيت المناسب للصمت والكلام ..... فبعد أن تطرح فكراً....اصمت قليلاً.... اسمح لمن حولك أن يفكروا و يعبروا ..
فلا تكون أنت المتحدث الوحيد دائماً....بعدها تكلم بكل ثقة لان الصمت يمنحك فرصة أن ترتب فكرتك التالية و أن لا تخطئ بالتسرع في الحكم على الآخرين .

7-دع جسدك يقنع بدل من حروفك
بعض الدراسات تشير إلى أن تأثير الاتصال اللفظي ، يشكل فقط 7% و أن 93% هو تأثير
الاتصال اللالفظي ، نبرة الصوت ، و نظرات العيون ، و حركات اليد
ولعل إيماءة أو ابتسامة أو لمسة..... تفوق الآلف الكلمات بلاغة وتعبيرا.






8- صوتك ...صوتك...ثم صوتك
لا حاجة أن تستخدم نبرة الصوت العالية لمحاولة إقناع أي شخص لأنك سوف تفشل لا محالة.
فأنت قادر باتزانك و روحك الحلوة أن تفرض احترامك دون اللجوء إلى تفجير قنبلة مدوية لجذب الانتباه ...
لا ترفع صوتك بتاتاً عندما تناقش......و ليكن لديك حساً وذوقاً في تغيير نبرة صوتك وتشكيلها حسب ما تقتضيه العبارة... اجعل من ذلك الصوت أداة عزف تطرب لها أذان السامعين و لربما تفتحت قلوبهم لذلك الصوت العذب ..